30 - 04 - 2024

تصحيح المسار والاستقرار

تصحيح المسار والاستقرار

ليس عيبا قيام رب الأسرة أو أعضائها بتصحيح المسار حين الحاجة إليه بناء على علم وبصيرة، وتحت إشراف المختصين، بل إن تصحيح المسار هو باب الاستقرار العائلي حين تنشب الأزمات وتتعاظم التحديات. 

وللأسف، إن بعض مشاكل الأسرة تقوم أساسها على شعور الزوج /الزوجة ، بالحرج أو الرفض أو الكبر ، لتعلم ما استجد من علوم الأسرة الحديثة من منهجيات التواصل الإيجابي، ومهارات الحوار البناء، وأسس التفاهم والوفاق ، وبالتالي يتأخر تصحيح المسار وتتعقد الأزمات وتصل العلاقات إلى حائط مسدود ونفق مظلم سواء بين الزوجين وبعضهما البعض أو بين الوالدين وأبنائهما. 

وإن الأفضل دائما ، وهو ما أنادي به، هو إحسان البدء، عبر تعلم المقبلين على الزواج فنون بناء الأسرة، وهو ما يقوم به الآن مستشارون بمقابل مادي، أو يقوم به بالمجان الأزهر الشريف و معاهد المشورة الأسرية في الكنائس. 

إننا نحتاج إلى تصحيح مسار الأسرة مما وجدنا عليه آباءنا وأمهاتنا إلى ما وصل إليه العلم الحديث دون صراع مع الأصول المعتبرة، ومن المناكفات إلى التفاهمات، ومن الجزر المنعزلة إلى حسن التواصل والتوافق، ومن القسوة ونقص الحنان إلى الحزم المنضبط بالرحمة، ومن الشك وسوء  الظن إلى الثقة وحسن الظن ، ومن الحب المغشوش إلى الحب الإيجابي والإهتمام غير المشروط ودفء المشاعر في السراء والضراء. 

يقول صاحب القلم الرحيم الراحل عبد الوهاب مطاوع :" إن الخطأ ليس أن نعيش حياة لا نرضاها ولكن الخطأ هو ألا نحاول تغييرها إلى الأفضل دائما، فاذا قصرت الإمكانيات عن الأمانى ، فزنا على الأقل بشرف المحاولة الذي يدفعنا الى الرضا، لأننا لم نقصر في حق الحياة ولا في حق أنفسنا".
---------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان